فصل: الباب الثاني: في اللغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المدهش في المحاضرات (نسخة منقحة)



.باب اللام:

اللام في القرآن على ضربين: مكسورة ومفتوحة.
فالمفتوحة ترد بمعنى:
التوكيد: {إن إبراهيم لحليم}.
وبمعنى القسم: {ليقولن ما يحبسه}.
وزائدة: {ردف لكم}.
والمكسورة ترد بمعنى الملك: {لله ما في السماوات}.
وبمعنى أن: {ليطلعكم على الغيب}.
وبمعنى إلى: {هدانا لهذا}.
وبمعنى كي: {ليجزي الذين آمنوا}.
وبمعنى على: {دعانا لجنبه}.
وصلة: {إن كنتم للرؤيا تعبرون}.
وبمعنى عند: {وخشعت الأصوات للرحمن}.
وبمعنى الأمر: {ليستأذنكم}.
وبمعنى العاقبة: {ليكون لهم عدوًا}.
وبمعنى في: {لأول الحشر}.
وبمعنى السبب والعلة: {إنما نطعمكم لوجه الله}.

.باب لولا:

وهي في القرآن على وجهين:
إحداهما: امتناع الشيء لوجود غيره، وهو ثلاثون موضعًا:
في البقرة: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته}، {ولولا دفع الله الناس}.
وفي سورة النساء: {ولولا فضل الله عليكم}، {ولولا فضل الله عليك}.
وفي الأنفال: {لولا كتاب من الله سبق}.
وفي يونس، وهود، وطه، وحم السجدة، وعسق: {ولولا كلمة سبقت}.
وفي يوسف: {ولولا دفع الله}.
وفي النور: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم}، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم}، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى}.
وفي الفرقان: {لولا أن صبرنا عليها}، {لولا دعاؤكم}.
وفي القصص: {لولا أن ربطنا}، {ولولا أن تصيبهم مصيبة}، {لولا أن من الله علينا}.
وفي العنكبوت: {لولا أجل مسمى}.
وفي سبأ: {لولا أنتم}.
وفي الصافات: {ولولا نعمة ربي}، {فلولا أنه كان من المسبحين}.
وفي عسق: {ولولا كلمة الفصل}.
وفي الزخرف: {ولولا أن يكون الناس}.
وفي الفتح: {ولولا رجال مؤمنون}.
وفي الحشر: {ولولا أن كتب عليهم الجلاء}.
وفي (ن): {لولا أن تداركه}.
والوجه الثاني: بمعنى هلا، وهو أربعون موضعًا:
في البقرة: {لولا أن يكلمنا الله}.
وفي النساء: {لولا أخرتنا}.
وفي المائدة: {لولا ينهاهم الربانيون}.
وفي الأنعام: {لولا أنزل عليه ملك}، {لولا أنزل عليه آية}، {فلولا جاءهم بأسنا}.
وفي الأعراف: {لولا اجتبيتها}.
وفي يونس: {ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه}.
وفي الكهف: {لولا يأتون عليهم}، {ولولا أرسلت إلينا رسولًا}.
وفي النور: {لولا إذ سمعتموه قلتم}.
وفي الفرقان: {لولا أنزل عليه ملك}، {لولا أنزل علينا الملائكة}، {لولا أنزل عليه القرآن جملة}.
وفي النمل: {لولا تستغفرون الله}.
وفي القصص: {لولا أرسلت}، {لولا أوتي}.
وفي العنكبوت: {لولا أنزل عليه آيات من ربه}.
وفي سجدة المؤمن: {لولا فصلت آياته}.
وفي الزخرف: {لولا نزل هذا القرآن}، {فلولا ألقي عليه أسورة}.
وفي الأحقاف: {فلولا نصرهم الذين اتخذوا}.
وفي سورة محمد: {لولا نزلت سورة}.
وفي الواقعة: {فلولا تصدقون}، {فلولا تذكرون}، {فلولا تشكرون}، {فلولا إذا بلغت الحلقوم}، {فلولا إن كنتم}.
وفي المجادلة: {لولا يعذبنا الله}.
وفي المنافقين: {لولا أخرتني}.
وفي (ن): {لولا تسبحون}.

.باب من:

تكون صلة: {من قبل أن تمسوهن}.
وبمعنى التبعيض: {من طيبات ما كسبتم}.
وبمعنى عن: {فتحسسوا من يوسف}.
وبمعنى الباء: {يحفظونه من أمر الله}.
ولبيان الجنس: {من أساور}.
وبمعنى على: {ونصرناه من القوم}.
وبمعنى في: {ماذا خلقوا من الأرض}.

.باب الواو:

قال ابن فارس: لا تكون الواو زائدة أولا، وقد تزاد ثانية، نحو: كوثر. وثالثة، نحو جدول. ورابعة: نحو قرنوة. وهو نبت يدبغ به الأديم. وخامسة: نحو قمحدوة.
والواو في القرآن، تكون بمعنى:
إذ: {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم}.
وبمعنى الجمع: {وأيديكم}.
وبمعنى القسم: {والله ربنا}.
وتكون مضمرة: {لتحملهم قلت}: المعنى آتوك وقلت.
وصلة: {إلا ولها كتاب معلوم}.
وبمعنى العطف: {أو آباؤنا}.

.باب الهدى:

يكون بمعنى الثبات: {اهدنا الصراط المستقيم}.
وبمعنى البيان: {على هدى من ربهم}.
وبمعنى الرسول: {فإما يأتينكم مني هدى}.
وبمعنى السنة: {فبهداهم اقتده}.
وبمعنى الإصلاح: {لا يهدي كيد الخائنين}.
وبمعنى الدعاء: {ولكل قوم هاد}.
وبمعنى القرآن: {إذ جاءهم الهدى}.
وبمعنى الإيمان: {وزدناهم هدى}.
وبمعنى الإلهام: {ثم هدى}.
وبمعنى التوحيد: {أن نتبع الهدى}.
وبمعنى التوراة: {ولقد آتينا موسى الهدى}.

.الباب الثاني: في اللغة:

.فصل في تصريف اللغة وموافقة القرآن لها:

لما كانت اللغة تنقسم قسمين:
أحدهما: الظاهر الذي لا يخفى على سامعيه ولا يحتمل غير ظاهره.
والثاني: المشتمل على الكنايات والإشارات والتجوزات، وكان هذا القسم هو المستحلى عند العرب.
نزل القرآن بالقسمين ليتحقق عجزهم عن الإتيان بمثله، فكأنه قال: عارضوه بأي القسمين شئتم، ولو نزل كله واضحًا لقالوا: هلا نزل بالقسم المستحلى عندنا، ومتى وقع في الكلام إشارة أو كناية أو استعارة أو تعريض أو تشبيه كان أحلى واحسن.
قال امرؤ القيس:
وما ذرفت عيناكِ إلا لتقدحـي ** بسهميك في أعشار قلبٍ مقتل

فشبه المنظر بالسهم فحلي هذا عند السامع.
وقال أيضًا:
فقلت له لما تخطى يجوزه ** وأردف أعجازًا وناء بكلكل

فجعل الليل صلبًا وصدرًا على جهة التشبيه، وقال الآخر:
من كميت أجادها طابخاهـا ** لم تمت كل موتها في القدور

أراد بالطابخين الليل والنهار.
فنزل القرآن على عادة العرب في كلامهم.
فمن عادتهم التجوز، وفي القرآن: {فما ربحت تجارتهم}، {يريد أن ينقض}.4
من عاداتهم الكناية، {ولكن لا تواعدوهن سرًا}، {أو جاء أحد منكم من الغائط}.
وقد يكون عن شيء ولم يجر له ذكر: {حتى توارت بالحجاب}.
وقد يصلون الكناية بالشيء وهي لغيره: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين}.
ومن عاداتهم الاستعارة: {في كل واد يهيمون}، {فما بكت عليهم السماء والأرض}.
ومن عاداتهم الحذف: {الحج أشهر معلومات}، {واضرب بعصاك الحجر فانفلق}، {واسأل القرية}.
ومن عاداتهم زيادة الكلمة: {فاضربوا فوق الأعناق}. ويزيدون الحرف: {تنبت بالدهن}. ويقدمون ويؤخرون: {ولم يجعل له عوجًا قيمًا}. ويذكرون عامًا ويريدون به الخاص: {الذين قال لهم الناس}، يريد نعيم بن مسعود. وخاصًا يريدون به العام: {يا أيها النبي اتق الله}. وواحدًا يريدون به الجمع: {هؤلاء ضيفي}، {ثم يخرجكم طفلًا}. وجمعًا يريدون به الواحد: {إن نعفُ عن طائفة منكم نعذب طائفة}. وينسبون الفعل إلى اثنين وهو لأحدهما: {نسيا حوتهما}، {يخرج منهما اللؤلؤ}، وينسبون الفعل إلى أحد اثنين وهو لهما: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، {انفضوا إليها}. وينسبون الفعل إلى جماعة وهو لواحد: {وإذ قتلتم نفسًا}. ويأتون بالفعل بلفظ الماضي وهو مستقبل: {أتى أمر الله}. ويأتون بلفظ المستقبل وهو ماض: {فلم تقتلون أنبياء الله}. ويأتون بلفظ فاعل في معنى مفعول: {لا عاصم اليوم}، {من ماء دافق}، {في عيشة راضية}. ويأتون بلفظ مفعول بمعنى فاعل: {وكان وعده مأتيًا}، {حجابًا مستورًا}، {يا موسى مسحورًا}. ويضمرون الأشياء: {وما منا إلا له مقام معلوم}: أي من له. ويضمرون الأفعال فقلنا اضربوه ببعضها فضربوه ويضمرون الحروف: {سنعيدها سيرتها}.
ومن عاداتهم: تكرير الكلام، وفي القرآن: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}. وقد يريدون تكرير الكلمة ويكرهون إعادة اللفظ فيغيرون بعض الحروف، وذلك يسمى الاتباع، فيقولون: أسوان أتوان: أي حزين، وشيء تافه نافه، وإنه لثقف لقف، وجايع نايع، وجلّ وبلّ، وحياك الله وبياك، وحقير نقير، وعين جدرة بدرة: أي عظيمة، ونضر مضر، وسمج لمج، وسيغ ليغ، وشكس لكس، وشيطان ليطان، وترقوا شذر مذر، وشغر بغر، ويوم عك لك: إذا كان حارًا، وعطشان نطشان، وعفريت نفريت، وكثير بثير، وكز ولز وكن أن، وحار جار يار، وقبيح لقيح شقيح، وثقة تقة نقة، وهو أشق أمق حبق: للطويل، وحسن بسن قسن، وفعلت ذلك على رغمه ودغمه وشغمه، ومررت بهم أجمعين أكتعين أبصعين.